بسم الله الرحمن الرحيـــــــــــم
نفحــــــات مباركــة
ما أجمل أن نتذوق حلاوة ما في سجل العظماء الأبرار أهل البيت النبوي الشريف،
وما أعظم وما أعذب وأقدس أن نبتهل ونترحم على من ضحوا بكل غال ونفيس في
سبيل نشر وإعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، خصوصا ونحن
في شهر كله نفحات وبركات، هذا الشهر الذي شهد عبر قرون مبايعة المولى إدريس بن عبد الله
الكامل ليومه الجمعة 4 رمضان 172 هـ/م 6 فبراير 789 م.
وارتباطا به أبناء وبنات عمي، إخواني وأخواتي، كل مسلم ومسلمة ساقني اختياري إلى نفحة من نفحات
المولى إدريس الأول خطبته، وأترك لكم الحكم والتقييم بعد قراءتها ثم قراءتها.
فإني:
1. أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيِّه صلى الله عليه وسلم.
2. إلى العدل في الرعية والقسْم بالسوية، ورفع المظالم، والأخذ بيد المظلوم.
3. إحياء السنّة وإماتة البدعة، وإنفاذ حكم الكتاب على القريب والبعيد.
4. اذكروا الله في ملوك غيروا، وللأمان خفروا وعهد الله وميثاقه نقضوا، ولبني بيته قتلوا.
5. أذكّركم اللهَ في أراملَ احتقِرت، وحدودٍ عطِّلت، وفي دماء بغير حق سُفكت.
6. فقد نبذوا الكتاب والإسلام، فلم يبقَ من الإسلام إلا اسمُه، ولا من القرآن إلا رسمه.
7. اعلموا -عبادَ الله- أن مما أوجب الله على أهل طاعته، المجاهَدة لأهل عداوته ومعصيته باليد وباللسـان.
أ.فباللسان الدعاءُ إلى الله بالموعظة الحسنة والنصيحة، والحضّ على طاعة الله، والتوبة عن الذنوب بعد الإنابة والإقلاع،
والنـزوع عما يكرهه الله، والتواصي بالحق والصدق، والصبر والرحمة والرفق، والتناهي عن معاصي الله كلها، والتعليم
والتقدي لمن استجاب لله ورسوله حتى تنفذ بصائرهم وتكمل، وتجتمع كلمتهم وتنتظم.
ب.فإذا اجتمع منهم من يكون للفساد دافعا، وللظالمين مقاوما، وعلى البغْي والعدوان قاهرا، أظهَروا دعوتهم، وندبوا العباد
إلى طاعة ربهم، ودافعوا أهلَ الجوْر عن ارتكاب ما حرم الله عليهم، وحالوا بين أهل المعاصي وبين العمل بها، فإن في
معصية الله تلفا لمن ركبها، وإهلاكا لمن عمل بها.
ت. ولا يؤَيّسنّكم من علو الحق واضطهاده قلةُ أنصاره. فإن فيما بدا من وحدة النبي صلى الله عليه وسلم، والأنبياءِ الداعين
إلى الله قبله، وتكثيره إياهم بعد القلة، وإعزازهم بعد الذلة، دليلا بيّناً، وبرهانا واضحا، قال الله عز وجل: « ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ».
وقال تعالى : « ولينصرنّ الله من ينصره إن الله لقوي عزيز »، فنصَر الله نبيَّه وكثَّر جنده، وأظهر حزبه، وأنجز وعده، جزاءً من الله سبحانه،
وتوابا لفضله وصبره، وإيثارِه طاعةَ ربه، ورأفته بعباده ورحمته، وحسن قيامه بالعدل والقسط في تربيتهم، ومجاهدة أعدائهم وزهده فيهم، ورغبته
فيما يريده الله، ومواساته أ صحابَه، وسعة أخلاقه، كما أدّبه الله ، وأمر العباد بإتباعه، وسلوك سبيله، والاقتداء لهدايته، واقتفاء أثره، فإذا فعلوا ذلك
أنجز لهم ما وعدهم. كما قال عز وجل « إن تنصروا الله ينصرْكم ويثبت أقدامكم «
محمد محمد ع الإدريسي