الابداع المطلق هو الخلق وهو صفة من صفات الله سبحانه وتعالى.
أما ما اصطلح البشر على تسميته ابداعا فهو شكل من اشكال النشاط العقلي المركب الذي يتجه الشخص بمقتضاه إلى صورة جديدة من التفكير اعتمادا على خبرات وعناصر مسبقة.
والابداع نشاط يهدف إلى توسيع نطاق الخبرة الإنسانية اما بالمتعة الجمالية واما بفهم الكون، ويعتمد الابداع على الحدس الذي هو حالة يتم فيها تجاوز حدود الذات والمكان والزمان فتلتقط تلك الومضة المبدعة.
وعندما نخضع ابرز المبدعين واعظم القادة للفحص العلمي فإن التميزات الخاصة بين الابداع والقيادة سوف تختفي اذ سيصبح الابداع شكلا من اشكال القيادة وتصبح القيادة مجالا من مجالات الابداع.
ورغم ان مصطلح العبقرية كثيرا ما يستخدم باعتباره مرادفا لمصطلح الموهبة فان العبقرية تتضمن دلالات ومعاني خاصة بالقدرة الاستثنائية وكذلك الانجاز الفعلي المبكر.
اما الموهبة خصوصا عندما تستخدم في سياقات اكاديمية ودراسية فان تحديدها لا يكون بالصراحة نفسها.
ومع ذلك فان هناك تأكيدات خصوصا لدى بعض الباحثين على ضرورة التميز بين الموهبة والابداع باعتبار ان الموهبة تتعلق بنشاطات الاطفال اما الابداع فيتعلق بنشاطات الكبار.
ومن هنا فان صفة الانجاز العقلي المبكر لا تقتصر على مفهوم العبقرية فقط بل تمتد لتشمل مفهوم الموهبة ايضا.
ويعرف بعض الباحثين مثل البرت «العبقرية» تعريفا يقوم على اساس الانتاج فيقول: «ان العبقري هو شخص يقوم بالانتاج عبر مدى طويل من الزمن لعدد كبير من الاعمال الكبيرة التي يكون لها تأثيرها الواضح والكبير على الآخرين لاعوام وقرون كثيرة.
ويقدم لنا العالم سارغتيه دراسة خاصة عن الاشخاص غير العاديين المبدعين والقادة الذين كان لهم تأثيرهم الشديد في عصرهم وفي العصور التالية بحيث أصبحوا يستحقون لقب عباقرة.
وأعظم عبقرية عرفتها البشرية عبقرية محمد صلى الله وسلم ونستطيع ان نقول ان الدعوة الإسلامية نجحت لانها دعوة طلبتها الدنيا ومهدت لها الحوادث وقام بها داع تهيأ لها بعناية ربه بتدبير احواله وصفاته وسمات شخصيته وعبقريته وابداعه لدعوة تحتاج إلى مثل هذا القائد المبدع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله ما أعظمك